لم اسمع الآن ما يقوله الخازني في القرن الثاني عشر من الميلاد . عندما يسمع العامة الفلاسفة الطبيعيين أن الذهب جسم بلغ حد الكمل والارتقاء يعتقدون جد الاعتقاد أن الذهب لم يصل إلى حالته تلك بتنقله بين أنواع الأجسام المعدنية كلها أى كانت الطبيعيه الذهبية من قبل رصاصاً. ثم صارت بعد ذلك قصديراً فنحاساً قفضة حتى بلغت درجة الذهب وكأنى بهم لا يعلمون أن الفلاسفة الطبيعيين يريدون بقولهم ذاك مايريدون أن الانسان بلغ حد الكلام والتوازن في طبيعته وتركيبه . فليس معنى ذلك أن الانسان كان يوما عجلاً فصار حماراً فغدا حصاناً فأضحى بعده قرداً حتى صار فى النهاية إنساناً !
//////////
يقال أن الإنسان عالق في السامسارا أي الوجود الممتلئ بالمعاناة المتسبب عن طريق شهوات النفس. هي مفهوم موجود بالديانات الهندية “البوذية، الجاينية والسيخية” وهي مرحلة يصل لها النساك بعد تأمل طويل وعميق لغاية الإنفصلال بالذهن عن كل العوامل الخارجية للتحرر من الذات، لتحقيق السعادة و القناعة وقتل الشهوات، وهي من السوتريولوجيا. و يسمى من يبلغ هذه المرحلة بآرهات أي الإنسان المثقف و الحر من السموم، العدائية، الجهل و المعاناة.
//////////
الشيخ الشعراوي يقول: العالم متكاثر، وكلما مر به الزمن تزداد كثرته. والذي يكثر بمجيء الزمن يقل في ماضيه. فما يكثر بمجيء الزمن يقل في استدبار الزمن. الإحصاء البشري الموجود الآن وتزابد النسل يثبت صدق الله في ان من كل شيء خلقنا زوجين اثنين.
////////////
هناك من يواجه التمزّق والقلق بالخلق والإبداع والسؤال، وهنالك من يواجهه بالوهم والنرجسية والادّعاء؛ لقد تحملّ بيتهوفن في نهاية حياته مثل هذا التمزّق بعد أن أصبح غير قادر على الإنصات للموسيقى التي يؤلّفها، وهي الفترة التي أنتج فيها أفضل إبداعاته الموسيقية، لا نعثر على مثال أكثر عدمية من هذا المثال حيث يتعذّر على الموسيقيّ الإنصات إلى الموسيقى التي يبدعها، ولكّنه مثال جيّد لأنّه يكشف عظمة الإنسان بالرغم من مأساويّة وجوده: فقد استمرّ بيتهوفن في إبداع الموسيقى التي لن يستمع إليها أبدا؛ كما يستمرّ الإنسان في الوجود الذي لا يقين فيه سوى الموت. وكأنّ كلّ واحد مّنا موسيقيّ أصمّ، قد تكفينا حجّة متواضعة لتثبت لنا يقينية الموت، ولكنّنا نواجه اليقين بالوهم وبالحلم وبالرغبة، ونختار في رفعة الإنسان وكبريائه الرجاء والأمل. فمع سؤال معنى الحياة ينضاف سؤال لماذا الوجود؟ لماذا هذا العالم؟ لماذا لم يكن عدما؟ هل هنالك غاية ما أو حكمة ما تختفي وراء الشيء حتّى لا يكون لا شيئا؟ كلّ هذه الأسئلة وغيرها تستعيد على سطح الوجود الإنسانيّ القلق الميتافيزيقي
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.