لم نعد نتألم في أجسادنا بتلك الآلام التي كانت تقتلنا في طفولتنا لشدتها. فلم تعد أصبع القدم الصغيرة تضرب في رجل الطاولة لأننا كبرنا وتعلمنا كيف نمشي بحذر. ولم يعد التراب يؤذي أعيننا لأننا هجرنا اللعب في العراء حيث التراب. وما عادت الشرارات التي كانت ترتسم في أعيننا من بعد ضرب رؤوسنا بالأرض أو الحائط حين اللعب، لأننا لم نعد نملك للعب من وقت. مرت الأيام فكبرنا واختلفت الأزمان فاختلف معها الألم الذي كبر معها. فأصبح الألم يقتلنا لشدته حينما تأتي أعيننا في صورة عزيز أخذ الموت بيده ولم يعد بالإمكان من رؤيته من جديد. أصبح الألم شديدا لا يطاق عندما ننظر إلى الكرسي الهزاز فارغا لا نرى له من اهتزاز ولا نسمع له من صوت. ليت بالإمكان العودة إلى أيام الطفولة فنتألم بآلامها، فألم الروح بيومنا هذا صار لا يطاق.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.