يكون الملحدُ ملحدًا عندما يُنكر وجودَ إلهٍ، ويكون المؤمنُ مؤمنًا عندما يؤمنُ بوجودِ ذلك الكيانِ الأسمى. أي أن كليهما ينطلقان من النقطةِ نفسها صوبَ الهدفِ الواحد، وهو الإله، وتدور بينهما معارك طاحنة، كلٌّ يدافع عن معتقده.
بطريقةٍ أو بأخرى، يمكن اعتبار الملحد مؤمناً ما دام يؤمن بفكرة عدمية وجود ذلك الكيان؛ لأنه لا يمكن إنكار شيء دون التفكير في وجوده أولاً. صحيح أن إيمانه ليس بالذات الإلهية ككيان ميتافيزيقي، بل بعدميته، ولكنه مع ذلك إيمان بالسالب، تماماً كما هو الحال عند الإيمان بالنور والظلام. فعندما ينقشعُ النورُ، يحلُّ الظلامُ، وكلتا الحالتين تدوران حولَ ماهيّةِ الرؤيةِ إلى الأغراض من حولنا؛ إذ إن الأمورَ لم تختفِ بعد أن انقشعَ النورُ، بل كلُّ ما في الأمرِ أننا لم نعد نراها.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.